راجح خبير اتصالات لـ عكس السير ان تكون شركة الاتصالات السعودية ( STC ) هي الأوفر حظاً في مزاد المشغل الثالث بسوريا .
وتتنافس ست شركات (فرانس تليكوم وتركسل واتصالات الاماراتية والاتصالات السعودية وكيوتل القطرية وتامكو الايرانية ) على رخصة المشغل الثالث في سوريا ، الذي تقدر تكلفته بحوالي 600 مليون دولار أي مايعادل 28 مليار ليرة سورية , وذلك حسب مصادر إعلامية .
ويأتي مزاد إدخال المشغل الثالث في خطوة نحو " تحرير سوق الاتصالات من الاحتكار القائم بين شركتي MTN و سيرياتل المشغلتين الوحيدتين في سوريا " .
البحث عن " انتحاري "
وبين الخبير (الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ) لـ عكس السير ان المنافسة أشد ما تكون بين الاتصالات السعودية (STC ) و الشركة القطرية (QTel ) ، الشركتان الأكبر بين المتنافسين ، بعد استبعاده فرصة فوز فرانس تليكوم التي تملك شبكة أورانج ، والتي لديها فرع في اسرائيل .
وأشار إلى أن خدمات شركة " فرانس تليكوم " محدودة ووصفها بأنها " شركة ربحية لا تهتم بجودة الخدمة " .
وأكد الخبير أن شركة الاتصالات السعودية ( STC ) هي الأوفر حظاً بين الشركات المتنافسة ، كونها " الأقوى ماديا والأقوى تنافسيا " ، على حد قوله .
وقال " يجب على الشركة التي ستدخل السوق السورية أن تكون انتحارية ، بحيث تتمكن من كسر الاحتكار الذي تمارسه الشركتان الوحيدتان في سوريا ، دون أن تدخل معهما في شراكة على السوق ، ما يخلق تنافسية حقيقة ، وأظن أن الاتصالات السعودية الأوفر حظاً ".
وأشار إلى أن خدمات الشركة السعودية تعتبر الأفضل بين الشركات المتنافسة ، كونها تملك خبرة كبيرة في مجال الاتصالات ، وكونها تغطي معظم دول الخليج ( كالبحرين والكويت عن طريق شركة viva ) ، حيث تقدم الخدمات بجودة عالية وبسعر منافس ، على حد تعبيره .
وقلل الخبير من حظ باقي الشركات المتنافسة (اتصالات الاماراتية ، تركسل ، تامكو الايرانية ) بسبب ما اسماه " قوة الشركات المنافسة ، وضعف إمكانيات هذه الشركات الثلاث " .
الشركات السورية و " عقدة النقص "
وعن ميزات المشغل الثالث الذي يحتاجه السوق السوري أوضح الخبير لـ عكس السير أن سوريا تحتاج مشغلاً يهتم بجودة الخدمة ، ولا يهتم بالأسعار ، يكون قوياً بحيث يكسر احتكارية السوق ، ويحرره .
كما أشار إلى ضرورة أن يكون المشغل الثالث " مهتم بتشغيل السوريين ( العمالة المحلية ) بحيث يضمن تواجده اجتماعياً ، ويؤمن فرص عمل للسوريين " .
وقال الخبير " نعاني في سوريا من عقدة النقص تجاه الأجنبي ، فشركاتنا للأسف لا تثق بالخبرات السورية ، حيث تعمل على تشغيل خبراء أجانب ، الأمر الذي أدى بطريقة أو بأخرى إلى ابتعاد الشركات عن المجتمع ، وضياع فرص عمل كثيرة على السوريين ".
من صنع الاحتكارية ؟؟
وحمّل الخبير وزارة الاتصالات مسؤولية الاحتكارية في سوق الاتصالات الخليوية في سوريا ، وقال " توجد قوانين تعمل بشكل أو بآخر على صنع الاحتكارية ، منها وجوب تقديم عروض أسعار متطابقة بين الشركتين للوزارة ".
وكان وزير الاتصالات عماد الصابوني اعترف بأن المنافسة بين شركتي الخليوي لم تكن حقيقية مشيرا إلى ان دخول المشغل الثالث سيؤدي إلى انخفاض الأسعار وإلغاء رسم الاشتراك الشهري.
وقال الوزير في تصريح سابق " ان هناك جهتان سوف تضمنان وجود منافسة حقيقية هذه المرة ، و هما الجهة المنظمة للاتصالات و هيئة المنافسة و منع الاحتكار ، و سيتم التنسيق الرقابي بينهما ".
المواطن السوري " مدلل " .. ومطلع العام القادم نبدأ ..!!
وقال مصدر مسؤول في الاتصالات ان خدمات الموبايل التي تقدم في سوريا هي خدمات " ممتازة من حيث التغطية التي تغطي كافة أنحاء سوريا " .
وقال لـ عكس السير " إن المواطن السوري مدلل من حيث تغطية الشركات لأنحاء سوريا ، فلا توجد دولة في العالم تغطي شركات الاتصالات فيها كافة أنحاء الدولة كما هو الحال في سوريا ".
وأكد المسؤول أن سوريا تتمتع بوجود " بنية تحتية ممتازة في الاتصالات الخليوية ، وان ما ينقصها هو العمل على جودة الخدمة والتنافسية ".
وعن موعد تحديد الشركة " الفائزة " برخصة المشغل الثالث قال " من المتوقع ان تعلن النتائج مطلع العام القادم ، وهي المدة اللازمة لينتقل نظام عمل شركتي الاتصالات في سوريا (syriatel و (mtn من نظام BOT إلى رخص مقابل 25 مليار ليرة .
وبحسب ما نشرته وسائل إعلام مختلفة فإن الشركتين (syriatel و (mtn تدفع ما نسبته %50 للحكومة. ولكن الحكومة ستقلص هذه النسبة الى %25 بهدف مواجهة التراجع المتوقع في معدل الايراد للمشترك الواحد، الذي يبلغ الآن حوالي 18 دولارا.
وأشارت تقارير متقاطعة الى ان وزارة الاتصالات السورية تتوقع ان ترتفع نسبة الاختراق من مستواها الحالي البالغ %45 الى %75 بحلول عام 2015.
ويسهم قطاع الاتصالات في اجمالي الناتج المحلي بنسبة 5% مع اجمالي ايرادات من 1,5 مليار دولار.
وتضم سوريا 10,2 ملايين مشترك في الهاتف النقال من اصل 22 مليون نسمة. في حين كان عدد المشتركين 2,9 مليون في 2005 بحسب الارقام الرسمية.
وإلى حين دخول المشغل الثالث يبقى المواطن السوري معلقاً بـ " الأمل " ، فهل ستكون الشركة الثالثة " انتحارية ، تحرر السوق " ..؟