أصبح بالإمكان اليوم الولوج إلى شبكة الإنترنت من أي مكان على الأرض للتواصل مع الزملاء والعملاء والشركاء والمحلات الإلكترونية والخدمات المصرفية بالإضافة إلى كمّ وافر من المعلومات. ولكن تكمن مساوئ هذه الحرية المتزايدة في الانفتاح الذي تقدمه إلى مجرمي الإنترنت الذين يستمرون في تطوير أساليبهم وتقنياتهم لسرقة بيانات سرية من الأفراد والمنظمات. ولاشك بأن اسم كاسبرسكاي أو "الدب الروسي" بات شائعاً جداً بين مستخدمي الإنترنت في العالم العربي والذ يشير إلى برامج الحماية المقدمة من شركة كاسبرسكي الروسية. وللتحدث حول ذلك أجرت البوابة العربية للأخبار التقنية حواراً مع طارق كزبري، المدير الإداري لمختبرات كاسبرسكي الشرق الأوسط، وسلطت الضوء على نشاطات الشركة في مجال الحماية الإلكترونية.
1- أخبرنا عن المنتجات التي قمتم بإطلاقها في الشرق الأوسط اليوم؟
قمنا باطلاق منتجين في المنطقة: نظام كاسبرسكي لأمن الإنترنت 2009 ونظام كاسبرسكي لمكافحة الفيروسات 2009. وقد تم تصميم هذا الجيل الجديد من المنتجات لحماية مستخدمي شبكة الإنترنت المنزلية من مختلف أنواع التهديدات الأمنية.
كما تجمع نسخة العام 2009 بين مزايا محرك كاسبرسكي الجديد لمكافحة الفيروسات المتميز بسرعات المسح المحسّنة بشكل جذري، وتقنية HIPS الحديثة (نظام الوقاية من إختراق الموقع المُضيف) لمنع ولوج أي من البرامج الخبيثة الجديدة حتى قبل إضافة التواقيع إلى بيانات مكافح الفيروسات.
وتعتمد منتجات كاسبرسكي لاب الجديدة - Kaspersky Anti-Virus 2009 و Kaspersky Internet Security 2009- على آخرالتحديثات والتطويرات في مجال تكنولوجيا الأمن.
و يتوقع خبراء كاسبرسكي لاب نمو ضخم في أعداد البرامج الخبيثة الجديدة التي ستظهر في العام 2008؛ فالتوقع بزيادة عشرة أضعاف تعني بأن عدد البرامج الخبيثة سيتخطى العشرين مليون. من هذا المنطلق، صمم نظام كاسبرسكي لأمن الإنترنت 2009 لمواجهة هذا التهديد من خلال إستخدام نهجاً ثورياً لمكافحة الفيروسات: نظام المراقبة الواسع النطاق لضمان حماية المستخدمين بشكل تام من جميع التهديدات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات.
ويشمل نظام كاسبرسكي لأمن الإنترنت 2009، نموذج تطبيق مبتكر للتصفية والذي يجعل من إستخدام تقنية HIPS مع نموذج الدفاع الفعّال جداراً نارياً متكاملاً بما يحمي النظام من التهديدات المعروفة وغير المعروفة على حد سواء.
إضافة إلى ذلك، فقد تمت إضافة سمة القائمة البيضاء للبرمجيات الموثوق بها، بغية تخفيف الحاجة إلى تدخل المستخدم إلى حد كبير. وستخضع جميع البرمجيات الغير معروفة إلى تحليل دقيق، لتحوّل بعد ذلك إلى التصنيف الأمني وفقاً للخطر الذي تشكله. ويحدد هذا التصنيف مستوى الولوج الذي تحظى به إلى موارد الأنظمة التشغيلية، موارد الشبكات، بيانات المستخدم السرية، نظام الإمتيازات والأجهزة القابلة للنقل. من هنا، فإنه حتى و إن كانت البرمجيات خبيثة، فسيبقى النظام محمياً من التلوث إذ أن البرنامج لن يتمكن من إنجاز التحميل.
صُمم نظام كاسبرسكي لأمن الإنترنت 2009 خصيصاً لحماية الأنظمة من خطر الإصابة بالفيروسات؛ هذا الأمر يوفر حماية أكثر فعالية من محاولة التعامل مع الإصابة بعد وقوعها. وعلى سبيل المثال، يكون قد فات الأوان على تطهير جهاز ما بعد أن يكون نظام التجسس قد سرق بالفعل البيانات التي يحتاج إليها للولوج إلى الحسابات المصرفية الخاصة بالمستخدم.
وتوفر منتجات العام 2009 بيئة آمنة على حاسوب المستخدم، حيث أنها تقوم بمراقبة جميع البرامج المنفّذة على النظام ومختلف إتجاهات الهجوم المحتملة، بما في ذلك الشبكات اللاسلكية الغير محمية، مواقع شبكة الإنترنت المصابة بالفيروسات بالإضافة إلى نظامي أم أس أن MSN و أي سي كيو ICQ.
كذلك، يقوم المحلل الأمني الجديد وميزات إعدادات المتصفح بمسح نظام التشغيل والبرمجيات بحثاً عن مواطن الضعف، كما يوفران خيارات تعزيز نظام الأمن والحد من إحتمال إختراق برنامج خبيث لجهاز الحاسوب.
ويشكل المحرك الجديد لمكافحة الفيروسات قلب الجيل الجديد من منتجات شركة كاسبرسكي، والذي يعتبر أكثر فعالية للكشف عن البرامج الخبيثة من سابقه. فالمحرّك الجديد يزيد بشكل كبير من سرعة مسح النظام، وذلك بفضل تحسّن معالجة الأشياء والإستخدام الأمثل لموارد النظام لاسيما على منصات المعالجات ثنائية و رباعية النواة. فالهندسة الفريدة لهذا المنتج تضمن إنتاجية عالية وبأدنى نسبة إستخدام لموارد النظام في هذه الصناعة.
هذا وقد تم توسيع مجموعة المهام المصممة لحماية بيانات المستخدم السرية ، فمنتجات الجيل الجديد تمنع المستخدمين من الولوج إلى المواقع المريبة عن غير قصد، كما وتمنع سرقة كلمات السر وتفاصيل الدخول الهامة عبر إغلاق البرامج. كما يحوي نظام كاسبرسكي لأمن المعلومات 2009 أيضاً لوحة مفاتيح إفتراضية تمكّن المستخدمين من إستخدام تفاصيل الدخول وكلمات السر بشكل آمن. إضافة إلى ذلك يمنع هذا البرنامج سرقة البيانات المنقولة عبر البروتوكولات الآمنة (HTTPS، SSL) ويمكنه إزالة كل الآثار المتعلقة بنشاطات المستخدم على شبكة الإنترنت (الملفات المؤقتة، كوكيز ، إلخ.)
تشمل النسخ السابقة مكونات تم تحسينها وتحديثها، مثل جدار النار، المحلل الإرشادي، الرقابة الأبوية ومكافحة البريد المزعج. كذلك، تم إعادة تصميم واجهات و نوافذ المنتج، بحيث أصبحت أكثر وضوحاً بالنسبة إلى المبتدئين والمستخدمين ذوي الخبرة على حد سواء. كما و تتضمن المنتجات الجديدة نمط للحل الأمثل: و هذا يؤدي لاختيار تلقائي لمعالجة حالة الإصابة دون الحاجة لتدخل المستخدم . كذلك، فإن معلومات الحماية و الإجراءات الواجب إتخاذها تُعرَض بشكل واضح .
تجدر الإشارة إلى أنه تم تطوير نظامي كاسبرسكي لمكافحة الفيروسات 2009 وكاسبرسكي لأمن الإنترنت 2009 بما يتناسب مع متطلبات نظام ويندوز فيستا، كما أنهما متوافقان بشكل تام مع نسخ النظام 32 بت و64 بت.
2- كيف تستطيع الشركات حماية البيانات الحساسة من الوصول إلى الأطراف غير المعنية؟
توفر تكنولوجيا المعلومات الحالية للشركات طرق تواصل وتعاون لا تعد ولا تحصى؛ فتنشئ بيئة عمل عالمية جديدة تعلو على القيود الحسية التي تفرضها الحدود والمسافة.
وتختلف شبكة الشركات المعاصرة كثيراً عما كانت عليه قبل بضع سنوات، مما يشكل نقطة تحوّل في المقاربة التي نعتمدها لحماية شبكة الإنترنت. في السابق، كانت الشبكات تملك حدوداً خارجية واضحة يمكن بناء حاجزاً واقياً عليها. أما الآن، باستطاعة الشبكة النموذجية استضافة عدة شبكات فرعية تشكل حدوداً خارجية متقاطعة ومتغيّرة باستمرار بواسطة مستخدمي الكمبيوتر المحمول والهاتف الذكي والمساعد الرقمي الشخصي PDA.
أصبحت اليوم معظم الهجمات مستهدفة ومعدة قبل تنفيذها. ويستمر عدد البرامج الخبيثة في الازدياد ويصبح أكثر تعقيداً يوماً بعد يوم إضافة إلى أنه يتم استخدام هذه البرامج الخبيثة للولوج إلى بيانات المستخدمين. لذا، أصبح من الضروري أن تستخدم الشركات تركيبة حماية على كافة مستويات شبكتها، بدءاً من بواباتها الإلكترونية وخادمها وصولاً إلى نقاطها الطرفية.
وفي الشرق الاوسط، بدأنا نلاحظ أن شركات شرق أوسطية كثيرة تتحوّل إلى شركات عالمية وشركات عالمية كثيرة تفتتح مكاتب في الشرق الأوسط، وأصبح معظم موظفي هذه الشركات يعتمدون خدمة التجوال.
تحوّلت شبكة الشركات اليوم إلى مجال ديناميكي مفتوح تكاد تكون خالية من البناء القوي ، مما ينشئ مجموعة جديدة من التحديات الأمنية. لذا، قامت مختبرات كاسبرسكي بتطوير برنامج Kaspersky Open Space Security لحماية المجال المفتوح.
إن هذا النظام هو المقاربة التي اعتمدناها لنوفر حماية أبعد من حدود الشبكة أي أبعد من مكان العمل لبلوغ المستخدمين عن بعد، حرصاً على حماية العدد المتزايد من العاملين بواسطة الأجهزة النقالة. تم تصميم Kaspersky Open Space Security بناءً على فكرة وجوب التطابق بين اتصالات الشركات المعاصرة والحماية عالية الجودة من المخاطر الحالية المهددة لأمن الإنترنت. نظامKaspersky Open Space Security يتضمن مجموعة منتجات متكاملة مصممة لحماية الشبكات بمختلف أنواعها وأحجامها، من خلال حماية محطات العمل وخادم الملفات وخادم البريد الإلكتروني والبوابات الإلكترونية.
3- هل تتوّفر آلية حماية بنسبة 100% ضد هجومات الفيروسات على شبكة الإنترنت؟
لا يستطيع أي برنامج مكافحة فيروسات أن يضمن حماية كاملة. أنما مجموعة منتجات المستهلكين للعام 2009 تتمتع بمقاربة ثورية وفعالة للغاية في محاربة المخاطر الفعلية والجديدة أو المجهولة. فنحن شركة تعتمد على التكنولوجيا وتفهم عواقب زيادة البرمجيات الخبيثة.
يمكننا أن نقول عن نظام كاسبرسكي لأمن الإنترنت 2009 أنه يؤكد على أهمية تحكم نظام الحماية في كافة العمليات التي يتم تنفيذها على أجهزة المستخدمين بالإضافة إلى أن يتعرف برنامج مكافحة الفيروسات المستخدم على البرمجيات الخبيثة. بفضل منتجاتنا، نحن قادرون على إنشاء بيئة آمنة في أجهزة المستخدمين وعلى تقليل المخاطر، وذلك من دون استهلاك الكثير من موارد الكمبيوتر.
4- ما هي مخططات كاسبرسكي في الشرق الأوسط؟ هل هناك أي استثمارات مخططة في المنطقة؟
فيما يسعى الشرق الأوسط إلى تطويراقتصاده بجانب النفط، تبدو الحاجة إلى شركات تكنولوجيا المعلومات واضحة.
نحن نعتبر سوق الشرق الأوسط إحدى أسواق العالم الرائدة والناشئة.ونخطط لتطوير استثماراتنا في المنطقة، وهذا ما بدأنا تنفيذه هذه السنة وسيزيد بشكل ملحوظ بين العامين 2009 و2011 حيث سنفتتح أول مكتب لنا في دبي، الإمارات العربية المتحدة.
سوف تساعدنا هذه المكاتب على تحقيق أهداف عدة، منها:
- زيادة الحضور المحلي، ولا سيما من ناحية دعم مبيعات الشركات ومبيعات المستهلكين، إضافة إلى الدعم التسويقي والدعم التقني، وخصوصاً في ما يتعلق بكبارالعملاء الرئيسيين في المنطقة.
- بناء أنظمة وبنى تحتية لتزويد عملائنا وشركائنا المحليين بمستوى جديد من الخدمات المحترفة.
- تعزيز مواقعنا في كافة بلدان المنطقة وتكييف مقاربتنا مع مواصفات السوق وطلبه.
- اختراق فئات جديدة من السوق، كحماية الهواتف النقالة/ الذكية التي تعتبر أساسية ولا سيما بالنسبة إلى المستخدمين في الشرق الأوسط.
5- ما مدى نجاح كاسبرسكي كشركة عالمية من ناحية بنية المساهمين والنتائج المالية؟
نحن نؤمن بأن المستقبل مرتبط بنمو مختبرات كاسبرسكي وتوّسعها. وفق تقديرنا، نحتل المرتبة الرابعة بين شركات مكافحة الفيروسات عالمياً ونُعدّ أكبر شركة مكافحة برمجيات خبيثة في أوروبا و لا نزال نتوّسع بسرعة. يكمن سر نجاحنا في تركيزنا على التقنيات المتقدمة.
يعود معظم تطوّر الشركة مؤخراً إلى شريحة المستهلكين حيث أن عدد الأشخاص الذين يختارون برمجيات مكافحة الفيروسات والبريد التطفلي الصغيرة الحجم مستمر في التزايد عالمياً.
أما بالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط، نحن نعمل فيها منذ عامين من خلال شركائنا وسنؤسس مكتبنا الخاص في الشرق الأوسط الآن لدعمهم أكثر. وقد سجلت أعمالنا نمواً بنسبة 250 في المئة في النصف الأول من العام 2008 مقارنة مع الفترة عينها في العام 2007.